د. رشا قلج : أكره العنصرية وأفتخر بإنتمائي للقارة السمراء

هى سيدة حفرت أسمها من ذهب فى لوحة شرف القارة الأفريقية فهى أول سيدة مصرية تحصل على لقب المرأة الأكثر نفوذاً وتأثيراً و إلهاماً في أفريقيا لعام 2019 من مجلة ” نيو أفريكان ” الأنجليزية كما أنها أول إمرأة تعمل على محاربة العنف النفسي والجسدي ضد السيدات العقيمات من خلال حملتها ” أكثر من مجرد أم ” في أفريقيا .. وهى أول إمرأة تعمل على الدمج الفني لأصوات نجوم مصر و أفريقيا من خلال إنتاج وإخراج أول أوبريت غنائي يضم 11 مطرباً ونجماً يمثلون مصر ومختلف الدول الأفريقية من غربها إلى شرقها في مبادرة لدعم الجيش الأبيض من الأطباء و الأطقم الفنية

بلا مبالغة تعتبر المصرية د. رشا قلج ” أبنة إفريقيا ” حالياً واحدة من أهم رائدات القارة السمراء .. تحدت الصعاب .. وساهمت في رسم مستقبل القارة السمراء بمختلف الأصعدة محلياً و أقليمياً ودولياً وخاصة في مجالات ريادة الصحة و الثقافة و الموضة والفن والعمل الإجتماعي و الحياة العامة وتعد ” رشا قلج ” نموذجاً فريداً للمرأة العاشقة لوطنها ولوحدة قارتها الأفريقية .

ما رأيك في التمييز العنصري لأصحاب البشرة السمراء ؟

يخطئ‭ ‬من‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‬ كل‭ ‬أفريقي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬البشرة‭ ‬السمراء ‭ ..‬ما يسمى‮‭ ‬بالعرق‭ ‬الأفريقي‭ ‬الأسود‭ ‬هو‭ ‬مصطلح‭ ‬يستخدم‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬بلدان‭ ‬معينة‭ ‬وغالباً‭ ‬في‭ ‬الأنظمة‭ ‬الإجتماعية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬التصنيف‭ ‬العرقي‭ ‬العنصري‭ ‬لوصف‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬البشر‭ ‬داكني‭ ‬البشرة ‭ ..‬لكن‭ ‬في‭ ‬أفريقيا‭ ‬‮«‬ القارة‭ ‬العجوز‮ » ‬‭ ..‬الوضع‭ ‬مختلف‭ ‬تماماً ‭…‬ فالمصري‭ ‬والليبي‭ ‬والتونسي‭ ‬والجزائري‭ ‬و‭ ‬التشادي‭ ‬والمغربي‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬البشرة‭ ‬الفاتحة‮‬‭ ‬هم‭ ‬أفارقة‭ ‬تماماً‭ ‬مثل‭ ‬أبناء‭ ‬غانا‭ ‬وغينيا‭ ‬والصومال‭ ‬والسودان‭ ‬و‭ ‬سيراليون‭ ‬ونيجيريا‭ ‬وكينيا‭ ‬وبتسوانا‭ ‬وزامبيا‭ ‬وكوت‭ ‬ديفوار‭ ‬ومالي‭ ‬وغيرها‭ ‬الكثير ‭  .

حقق أوبريت ” جيشنا الأبيض ” الذي قمتي بإخراجه و تقديمه بثلاث لغات لدعم الأطباء والعاملين فى المجال الصحى صدى ونجاح كبيرين .. كيف نجحتي في ذلك ؟

حرصت خلال شهور العزل المنزلي بسبب وباء كورونا المستجد ألا أتوقف عن العمل من أجل أفريقيا فعملت على إنتاج وإخراج ما حلمت به طوال سنوات … وهو عمل فني يوحد أفريقيا ، نحن قارة واحدة لكن لا توجد أعمال فنية تمثل معظم دول القارة لذلك عملت على إخراج أوبريت غنائي يحمل في طياته مجموعة من الرسائل الإيجابية المهمة مع الفترة الصعبة التي تعيشها العديد من البلدان في أفريقيا وحول العالم بسبب تفشي فيروس ” كورونا ” المستجد ، وقام المشاهير المشاركون في العمل بتسجيل مقاطعهم الغنائية متطوعون من منازلهم ، وهو بالمناسبة أول أوبريت غنائي عالمي يمثل مصر وأفريقيا بثلاث لغات هى : الإنجليزية والفرنسية والعربية ويضم ١١ مطرباً ونجماً يمثلون 11 دولة أفريقية يجتمعون على قضية واحدة .

كيف قمتي بالتنسيق لهذا العمل الفني الضخم والذى يضم عدة مطربيين من دول شمال وجنوب وشرق وغرب أفريقيا ؟

كان الأمر صعباً جداً ومرهق للغاية لكنه خاصة أثناء إغلاق حركة الطيران عالمياً ، لكن المفاجأة أنني وجدت تعاوناً كبيراً و كانوا جميعاً مرحبين للغاية بفكرتي وقمنا أخيراً بإنهاء عملنا الفني بجدارة ، حيث شارك في الأغنية النجوم الأفارقة : أيه باس A pass ( أوغندا ) ، كويزي Cwezi ( غانا ) ، كامبوا Kambua ( كينيا ) ، محمود الليثي ( مصر ) ، نيكي Niki ( نيجيريا ) ، روزي Rozzy ( سييرا ليون ) ، سالاتيل Salatiel ( الكاميرون ) ، شون ك Sean K ( ناميبيا ) ، سونيتا Sunita ( غامبيا ) ، توم كلوز Tom Close ( رواندا ) ، ويزي Wezi ( زامبيا )

لماذا محمود الليثي من مصر ؟

” محمود الليثي ” صوت مصري شعبي ذكي ومميز وأضاف الحيوية والبهجة إلى الأغنية ، حيث قدم جزء مهم من الأوبريت باللغة العربية وبصوته المميز ليمثل مصر وتعاون معنا سريعاً ، كما أود أن أشير إلى المطرب العالمي و المغني الكاميروني الشهير ” سالاتيه ” و الذي كان أيضاً جزءاً من الأوبريت و غنى بالفرنسية ، وقد شارك مؤخراً النجمة العالمية ” بيونسيه ” في فيلم ” الأسد الملك ” الجزء الأخير ، أما كلمات الأغاني والموسيقى فكانت من تأليف وإبداع وغناء النجمة ” كويزي ” من غانا

ما هو رد الفعل الأفريقي على الأغنية ؟

مبهر للغاية وفوجئت بسيل من التعليقات الإيجابية وقامت معظم التلفزيونات و محطات الإذاعة الأفريقية ببث الأغنية و إجراء مقابلات صحفية معي تشييد بالفكرة خاصة وأنهم لأول مرة يستمعون فيها لموسيقى وكلمات عربية تمثل المصريين في عمل فني واحد

عملتي لما يقرب من‭ ‬23‭ ‬عاماً في عدة دول أوروبية وعربية … ما هى ‬الجنسيات‭ ‬التي‭ ‬تحملينها ؟‭

لا‭ ‬أحمل‭ ‬سوى‭ ‬الجنسية‭ ‬المصرية‭ ‬فقط‭ ‬ولن‭ ‬أحمل‭ ‬سواها‭ ‬ورفضت‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬عرض‭ ‬على‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬أجنبية‭ ‬أخرى‮‬ ، أؤكد دائماً‮ ‬في‭ ‬مختلف‮ ‬المناسبات‭ ‬أنى‭ ‬‮« ‬مصرية‭ ‬أفريقية ‮» ‬‭ ..‬وسافرت إلى معظم الدول الأفريقية وتربطني علاقات قوية بالسيدات الأوائل فى أفريقيا وكذلك الكثير والكثير من السيدات التي تهتم بقضايا المجتمع وقضايا وحقوق المرأة وحقوق الإنسان مع آلاف المتابعين في العديد والعديد من الدول الأفريقية‭ ،  ‬ويظهر‭ ‬ذلك‭ ‬جلياً‭ ‬في‭ ‬تعليقات‭ ‬المواطنين‭ ‬الأفارقة‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعي‭ ‬الخاصة‭ ‬بي ‬والتي‭ ‬تتجاوز‭ ‬المليون‭ ‬متابع ‭

ما علاقتك بإخراج وإنتاج الأعمال الفنية ؟

على الرغم من أنني لست مخرجة أو منتجة محترفة لكن لدي خبرة سابقة في إنتاج وتقديم برامج التلفزيون في تلفزيون أبو ظبي ، كما أنتجت وأخرجت العديد من الأفلام الوثائقية بهدف كسر وصمة العار حول النساء المصابات بالعقم وتمكين النساء والفتيات في التعليم في إفريقيا وآسيا كجزء من برامج مؤسسة ميرك الخيرية ، لذلك لدي الموهبة والخبرة التي ساهمت في تميز هذا العمل الفني .

الصحافة‭ ‬الأفريقية‮ أشادت ‬بدورك الفعال في أفريقيا فما تعليقك ؟

‬عملت طوال السنوات الماضية ‭‬على‭ ‬إنتاج‮ ‬‭ ‬أغانى‭ ‬أفريقية‭‬ وتصميم عروض أزياء ‬تهدف‭ ‬إلى‮ ‬‭‬تمكين‭ ‬الفتيات‭ ‬الأفريقيات‭ ‬والنساء‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬والعمل‮ ‬وتحفيزهن‭ ‬على‭ ‬متابعة‭ ‬أحلامهن‭ ‬وتحقيق‭ ‬إمكانياتهن‭ ‬وألا‭ ‬يتوقفن‭ ‬عند‭ ‬حلم‭ ‬الأمومة‭ ‬فقط‮ ‬‭ ‬، وجاء‭ ‬إنتاج‭ ‬هذة‭ ‬الأغان‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬السيدات‭ ‬الأوائل‭ ‬لأفريقيا‭ ‬، و‬لقد‭ ‬تأثرت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفتيات‭ ‬والسيدات‭ ‬بهذة ‬الأغنية‭ ‬، وأتمنى‭ ‬أن‭ ‬تشاهدها‮ ‬‭ ‬كل‭ ‬فتاة‭ ‬صغيرة‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬إفريقيا‭ ‬حتى‭ ‬تفهم‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬للمرأة‭ ‬مثل‭ ‬السماء‭ ‬لا‮ ‬‭ ‬حدود‭ ‬لها‭ ‬وأنها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ما‭ ‬تريد‮‭ ‬بالأصرار‭ ‬والعمل‮ ، ‬‭ و ‬رسالتنا‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬حملة‭ ‬‮«‬‭ ‬ميرك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أم‭ ‬‮«‬‭ ‬هى‭ ‬أن‭ ‬النساء‭ ‬لسن‭ ‬مجرد‭ ‬أمهات‭ ‬فقط‭ ‬بل‭ ‬هن‭ ‬من‮‭ ‬أهم‭ ‬اللاعبين‭ ‬الأساسين‭ ‬في‭ ‬نهضة‭ ‬وتنمية‭ ‬أفريقيا‮ ‬، ويجب أن نعلم أن 25 % من الأزواج في سن الإنجاب والتزاوج لديهم عقم في أفريقيا ، والسيدات في أفريقيا يلامون على عدم الإنجاب وليس الرجال في أفريقيا حتى وإن كانت المشكلة لدى الرجل ، السيدات في أفريقيا لا يكملون تعليمهم ويتعرضون للتعذيب على كل المستويات من الأسرة والزوج والمجتمع لأنها غير قادرة على الإنجاب وتتعرض إلى تعذيب جسدي ونفسي » .

عملتي أيضاً على إنتاج قصص للأطفال في مختلف دول أفريقيا ؟

بالفعل فقصص الأطفال أعتبرها وسيلة لإحداث تغيير داخل المجتمعات الإفريقية ، كما أنه يمكن من خلال نقل الثقافة والأفكار والمعاني والقيم المصرية إلى جميع أنحاء إفريقيا أن تسهم بشكل فعال في تعزيز العلاقات الإجتماعية ، ما يؤدي إلى زيادة الترابط بين الشعوب الإفريقية والثقافة المصرية

وزارة الثقافة إحتفت بكي العام الماضي وقامت بتكريمك من خلال إختيارك ضيف شرف المعرض ،،، كيف ترين هذا التكريم ؟

شعرت بسعادة بالغة لهذا الإختيار خاصة وأن المعرض كان يحتفي بإفريقيا خلال دورته الماضية ، وأقام فعالياته تحت عنوان « مصر إفريقيا .. ثقافة التنوع » وجاء ذلك بعد قيام مجلة « نيو أفريكان » الإنجليزية بلندن بمنحي لقب السيدة الأكثر تأثيراً وإلهاماً في مجال العمل الإجتماعي ضمن 100 شخصية بالقارة الإفريقية لعام 2019

ولماذا منحتك المجلة هذا اللقب ؟

أهم أسباب إختياري هو النجاح الكبير لحملة « أكثر من مجرد أم » التي أطلقتها في القارة السمراء لتأهيل المرأة الأفريقية التي لم تحظ بنعمة الأمومة ، والقضاء على العادات والتقاليد المشينة والعدوانية التي تُمارس ضد المرأة الأفريقية ، التي لا حول لها ولا قوة … والحملة لمست العديد من القلوب ، بالتعاون مع السيدات الأُوائل لأفريقيا ، حيث ساهمت في تغيير حياة آلاف النساء بالقارة

لماذا تحمستي لإنتاج هذا الأوبريت الذي يعد سابقة أولى في تاريخ الفن المصري الأفريقي ؟

مصر تمكنت من إستعادة دورها الريادي من جديد في القارة السمراء وبسرعة ، وذلك بسبب عمق العلاقات بين مصر وكافة الدول الإفريقية فضلاً عن مكانتها الخاصة وسط إفريقيا ، فهى ذات الثقافة والتاريخ والحضارة العريقة

وأنا أدين بنجاحي لمصر … لذلك أردت أن أكون جزء فعال من هذا النجاح السياسي والدبلوماسي و إسثماره بإنتاج أعمال فنية مشتركة توحد الشعوب الأفريقية وتربطها بمصر

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *